فصل: تفسير الآية رقم (58):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (58):

{أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58)}
(58)- ثُمَّ التَفَتَ المُؤْمِنُ إِلى جُلَسَائِهِ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَقَالَ لَهُمْ عَلَى مَسْمَعٍ مِنَ الكَافِرِ، لِيَزِيدَ فِي ألَمِهِ وَحَسْرَتِهِ وَعَذَابِهِ: هَلْ نَحْنُ مُخَلَّدُونَ فِي الجَنَّةِ، مُنعَّمُونَ فِيهَا، لا نَمُوتُ، وَلا تَزُولُ نِعَمُهَا عَنَّا؟

.تفسير الآية رقم (59):

{إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59)}
(59)- وَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلا مَوْتَتَنَا الأُوْلَى، وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ؟ فَقِيلَ لَهُ: لا.

.تفسير الآية رقم (60):

{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60)}
(60)- فَقَالَ المُؤْمِنُ لأَصْحَابِهِ وَجُلَسَائِهِ: إِنَّ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ النَّعِيم، مَعَ مَا يَتَمَتَعُّونَ بِهِ مِنَ المَآكِلِ والمَشَارِب والملَذَّاتِ، هُوَ الفَوْزُ العَظيمُ، وَالنَّجَاةُ مِمَّا كُنَّا نَحْذَرُهُ مِنْ عِقَابِ اللهِ تَعَالَى.

.تفسير الآية رقم (61):

{لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)}
{العاملون}
(61)- وَلِمثْلِ هَذَا النَّعِيمِ، الذِي فَازَ بِهِ المُؤْمِنُونَ البَرَرَةُ فِي الآخِرَةِ، فَلْيَعْمَلِ العَامِلُونَ فِي الدُّنْيَا لِيُدْرِكُوا مَا أَدْرَكُوا.

.تفسير الآية رقم (62):

{أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62)}
(62)- أَذَلِكَ الرِّزْقُ الكَرِيمُ الوَفِيرُ الذِي مَنَّ اللهُ بِهِ عَلَى أَهْلِ الجَنَّةِ، وَهَذَا المَنْزِلُ الطَّيِّبُ الذِي أَنْزَلَهُم اللهُ فِيهِ فِي رِحَابِ الجَنَّةِ خَيْرٌ، أمْ مَا وَعَدَ اللهُ بِهِ أَهْلَ النَّارِ مِنَ الأَكْلِ مِنْ شَجَرَةِ الزَّقُّومِ، ذَاتِ الثَّمْرِ الكَرِيهِ المَذَاقِ؟
خَيْرٌ نُزُلاً- خَيْرٌ ضِيَافَةً وَتَكْرِمَةً.
شَجَرَةُ الزَّقُّومِ- شَجَرٌ خَبِيثٌ يَخْرُجُ فِي تِهَامَةَ، وَيَكُونُ فِي الجَحِيمِ لِيأْكُلَ مِنْهُ أَهْلُ النَّارِ.

.تفسير الآية رقم (63):

{إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63)}
{جَعَلْنَاهَا} {لِّلظَّالِمِينَ}
(63)- وَقَدْ أَخْبَرَ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ الكَرِيمَ عَنْ وُجُودِ شَجَرَةِ الزُّقُومِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، ابْتِلاءً مِنْهُ واخْتِبَاراً لِيَرَى مَنْ يُصَدِّقُ بِهَا، مِمَّنْ يُكَذِّبُ، وَجَعَلَهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ الكَافِرِينَ.
فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ- ابْتِلاءً وَمِحْنَةً، أَوْ عَذَاباً فِي الآخِرَةِ.

.تفسير الآية رقم (64):

{إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64)}
(64)- حِينَمَا ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى أَنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ مِنْ وَسَطِ نَارِ جَهَنَّمَ، قَالَ الكَافِرُونَ: كَيْفَ يَكُونُ هَذَا والنَّارُ تَحْرُقُ الشَّجَرَ؟
أَصْلِ الجَحِيمِ- فِي قَعْرِ الجَحِيمِ.

.تفسير الآية رقم (65):

{طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)}
{الشياطين} {رُءُوسُ}
(65)- كَأَنَّ ثَمَرَهَا (طَلْعِهَا)، فِي قُبْحِ مَنْظَرِهِ، رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ: (وَالعَرَبُ كَانَتْ تَعْتَقِدُ أَنَّ الشَّيَاطِينَ قَبِيحَةُ المَنْظَرِ، فَأَرَادَ اللهُ تَعَالَى تَقْبِيحَ شَجَرَةِ الزُّقُّومِ، وَتَكْرِيهَ السَّامِعِينَ بِهَا).

.تفسير الآية رقم (66):

{فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66)}
(66)- وَإِنَّ هَؤُلاءِ الكُفَّارَ الظَالِمِينَ، لا يَجِدُونَ فِي النَّارِ طَعَاماً غَيْرَ الزَّقُّومِ الكَرِيهِ الطَّعْمِ، وَالمَنْظَرِ، والرِّيحِ، فَيُضْطَرُّونَ إِلَى الأَكْلِ مِنْهُ لِيَمْلَؤوا بَطُونَهُم الجَائِعَةَ.

.تفسير الآية رقم (67):

{ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67)}
(67)- وَإِنَّهُمْ لا يَجِدُونَ مَا يَشْرَبُونَ إِلا المَاءَ الشَّدِيدَ الحَرَارَةِ، المَمْزُوجَ بِالصَّدِيدِ والغَسَّاقِ.
شَوْباً- مَزْجاً.
حَمِيمٍ- مَاءٍ بَالِغِ الغَايَةِ فِي الحَرَارَةِ.

.تفسير الآية رقم (68):

{ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68)}
(68)- ثُمَّ يَكُونُ مَصِيرُهُمْ بَعْدَ هَذَا المأكَلِ والمَشْرَبِ إِلَى نَارٍ تَتَأَجَّجُ، وَجَحِيمٍ تَتَوَقَّدُ، فَهُمْ فِي عَذَابٍ دَائِمٍ.

.تفسير الآية رقم (69):

{إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69)}
{آبَآءَهُمْ}
(69)- إِنَّهُمْ وَجَدُوا آبَاءَهُمْ عَلَى الضَّلالَةِ فَتَابَعُوهُمْ.

.تفسير الآية رقم (70):

{فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70)}
{آثَارِهِمْ}
(70)- فَأَسْرَعُوا فِي تَقْلِيدِهِمْ، وَاتِّبَاعِهِمْ بِلا تَدَبُّرٍ وَلا تَرَوٍّ.
يُهْرَعُونَ- يُسْرِعُونَ المَشْيَ.

.تفسير الآية رقم (71):

{وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71)}
(71)- وَلَقَدْ ضَلَّ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ، قَبْلَ قُرَيشٍ، أَكْثَرُ الأُمَمِ السَّابِقَة، فَعَبَدُوا مَعَ اللهِ آلِهةً أُخْرَى.

.تفسير الآية رقم (72):

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72)}
(72)- فَأَرْسَلَ اللهُ تَعَالَى رُسُلاً يُنْذِرُونَهُمْ، وَيُحَذِّرُونَهُمْ مِنْ عَوَاقِبِ كُفْرِهِمْ وَإِقَامَتِهِمْ عَلَى الشِّرْكِ وَعِبَادَةِ الأَصْنَامِ، وَغَيْرِ اللهِ مِنَ المَعْبُودَاتِ.

.تفسير الآية رقم (73):

{فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)}
{عَاقِبَةُ}
(73)- وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِدَعْوَةِ الرُّسُلِ، وَأَصَرُّوا عَلَى الإِقَامَةِ عَلَى شِرْكِهِمْ فَدَمَّرَهُمُ اللهُ وَأَهْلَكَهُمْ، وَعَفَّى آثَارَهُمْ، فَانْظُرْ يَا مُحَمَّدُ كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ هَؤُلاءِ الأَقْوَامِ الذينَ أَنْذَرَهُمْ رُسُلُهُمْ بِعَذَابِ اللهِ وَبَأْسِهِ، فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يَتَّعِظُوا، فَأَهْلَكَهُمُ اللهُ وَدَمَّرَ عَلَيْهِمْ.

.تفسير الآية رقم (74):

{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74)}
(74)- وَنَجَّى اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ مِنَ الدَّمَارِ الذي أَنْزَلَهُ بِالمُكَذِّبينَ، وَجَعَلَ النَّصْرَ والعَاقِبَةَ للرُّسُلِ والمُؤْمِنينَ.

.تفسير الآية رقم (75):

{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75)}
{نَادَانَا}
(75)- لَمَّا ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى الأَوَّلِينَ الذينَ ضَلُّوا أَخَذَ يُبَيِّنُ ذَلِكَ تَفْصِيلاً، فَذَكَرَ نُوحاً عَلَيْهِ السَّلامُ، وَمَا لَقِيَ مِنَ المُكَذِّبِينَ مِنْ قَوْمِهِ، وَأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ لَهُ إِلا القَلِيلُونَ، فَاسْتَنْصَرَ نُوحٌ بِرَبِهِ عَلَى كُفَّارِ قَوْمِهِ {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فانتصر}، وَكَانَ اللهُ تَعَالَى نِعْمَ المُجِيبُ والنَّاصِرُ لِعَبْدِهِ وَرَسُولِهِ، فَنَجَّاه وَأَهْلَهُ والمُؤْمِنِينَ مَعَهُ، وَأَهْلَكَ الكَافِرِينَ.

.تفسير الآية رقم (76):

{وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)}
{نَجَّيْنَاهُ}
(76)- فَأَنْجَاهُ اللهُ تَعَالَى وَأَهْلَهُ مِنَ الغَمِّ الشَّدِيدِ مِنْ أَذَى قَوْمِهِ، وَمِنَ الغَرَقِ بالطُّوفَانِ، وَمِنْ كُلِّ مَا يَكْرَهُ.

.تفسير الآية رقم (77):

{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77)}
(77)- وَأَهْلَكَ اللهُ تَعَالَى مَنْ كَفَرَ بِهِ اسْتِجَابَةً لِدَعْوَةِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلامُ، إِذْ قَالَ: {رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأرض مِنَ الكافرين دَيَّاراً} وَجَعَلَ النَّاسَ الَباقِينَ فِي الأَرْضِ مِنْ ذُرِّيَةِ نُوحٍ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ، لأَنَّهُ أَهْلَكَ الآخَرِينَ بالطُّوفَانِ.

.تفسير الآية رقم (78):

{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78)}
{الآخرين}
(78)- وَأَبْقَى اللهُ تَعَالَى لَهُ ثَنَاءً جَمِيلاً، وَذِكْراً حَسَناً فِيمَنْ جَاءَ بَعْدَهُ مِنَ الأَنْبِيَاءِ والأُمَمِ، إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ.

.تفسير الآية رقم (79):

{سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79)}
{سَلامٌ} {العالمين}
(79)- وَقَالَ اللهُ تَعَالَى لَهُ: السَّلامُ عَلَيْكَ فِي المَلائِكَةِ والإِنْسِ والجِنِّ (العَالِمِينَ).

.تفسير الآية رقم (80):

{إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80)}
(80)- وَقَدْ أَحْسَنَ اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ هَذَا الإِحْسَانَ العَظِيمَ جَزَاءً لَهُ، لأَنَّهُ كَانَ مِنَ المُحْسِنِينَ الذِينَ جَاهَدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَصَبَرَ عَلَى أَذَى قَوْمِهِ.

.تفسير الآية رقم (81):

{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81)}
(81)- وَكَانَ سَبَب إِحْسَانِهِ، وَتَحْمُّلِهِ أَذَى قَوْمِهِ، أَنَّهُ كَانَ مِنْ عِبَادِ اللهِ المُؤْمِنِينَ المُخْلِصِينَ فِي عُبُودِيَّتِهِمْ للهِ تَعَالَى، الذِينَ وَفَوْا بِعَهْدِهِ.

.تفسير الآية رقم (82):

{ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (82)}
{الآخرين}
(82)- ثُمَّ أَغْرَقَ اللهُ تَعَالَى الكَافِرِينَ مِنْ قَوْمِهِ، وَلَمْ يُبْقِ مِنْهُمْ أَحَداً.

.تفسير الآية رقم (83):

{وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83)}
{لإِبْرَاهِيمَ}
(83)- وَكَانَ مِمَّنْ سَارَ عَلَى نَهْجِ نُوحٍ، وَاتَّبَعَ سَبِيلَهُ وَسُنَّتَهُ، إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِمَا السَّلامُ.
مِنْ شِيعَتِهِ- مِمَّنْ شَايَعَهُ عَلَى مِلَّتِهِ وَمِنْهَاجِهِ.